Tuesday, October 15, 2013

الجصاص

أجمع الفقهاء على توثيق أبي حنيفة في الفقه واجتهاده المستقل قرره جماعة ومن أولئك، ابن عبد البر المالكي[1]، قال الشافعي رحمه الله: «ما رأيت أفقه من أبي حنيفة، وقال: «الناس عيال على أبي حنيفة في الفقه»[2]. وقالوا: «الإمامة في الفقه ودقائقه مسلمة إلى هذا الإمام وهذا أمر لا شك فيه. وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل»[3]. ويعتبر المذهب الحنفي –كما هو معلوم- أول المذاهب الفقهية السنية ، نشأ يوم أن جلس الإمام أبو حنيفة للتدريس والتفقه والإفتاء، ثم نما وانتشر بعد ذلك بعناية أصحاب الإمام وتلاميذه، فهيأ الله له الاستمرار وتلقته الأمة بالقبول.
ومن رجال هذا المذهب الأعلام: الإمام الجصاص



  •  تسميته
احمد بن علي ، ابو بكر الرازي المعروف بالجاص، وكنيته: أبوبكر. ولقبه: الجصاص


  • مولده
ولد الإمام الجصاص في مدينة الري والتي ينسب لها بالرازى. وكانت سنة ولادته سنة خمس وثلاثمائة 305هـ.و قد مكث بها حتى سن العشرين حيث رحل إلى بغداد.
مكانته
حاز الإمام مكانة علمية مرموقة بين علماء الأمة عموما, وعلماء الحنفية خصوصًا. و قد انتهت إليه رياسة ببغداد ودخل بغداد سنة خمس وعشرين أي بعد الثلاثمائة ثم خرج إلى الأهواز ثم عاد إلى بغداد ثم خرج إلى نيسابور مع الحاكم النيسابوري برأي شيخه أبي الحسن الكرخي ومشورته فمات الكرخي وهو بنيسابور.


  • شيوخه
من شيوخه الذين سمع منهم وتتلمذ على أيديهم أولاً فأول :
أبي الحسن الكرخي الذي تأثر به الجصّاص في الورع والزهد.
أبي سهل الزجاج.
عبدالباقي بن قانع عنه أخذ الحديث.
أبوحاتم الرازي.
عثمان بن سعيد الدارمي صاحب المسند[٤].


  • مؤلفاته
شرح الجامع الكبير لمحمد بن الحسن الشيباني.
شرح المناسك لمحمد بن الحسن الشيباني.
شرح مختصر الفقه للطحاوي.
شرح آثار الطحاوى.
مختصر اختلاف الفقهاء للطحاوي.
شرح ادب القاضى للخصاف.
شرح مختصر الكرخي.
شرح الأسماء الحسنى.
جوابات المسائل.
أحكام القرآن.
أصول الفقه[٥].


  • وفاته
توفى في يوم الأحد سابع ذى الحجة سنة سبعين وثلاثمائة 370هـ. عن خمس وستين سنة.
المصادر
الجواهر المضية
الاعلام
البداية والنهاية
الامام احمد بن علي الرازي الجصاص للدكتور عجيل جاسم النشمي
ملاحق تراجم الفقهاء الموسوعة الفقهية
-----------------------------
  1. في الانتقاء و الذهبي في مناقب أبي حنيفة وصاحبيه.
  2. خرجهما مسندين الخطيب في تاريخه (13/346).
  3. سير أعلام النبلاء: (6/403)
  4. الجواهر المضية: (1/84)؛ والأعلام: (1/156)؛ والبداية والنهاية: (11/256)؛ و الامام احمد بن علي الرازي الجاص للدكتور عجيل جاسم النشمي ملاحق تراجم الفقهاء الموسوعة الفقهية (11 /34).
  5. المرجع السابق.

الحاكم الشهيد


أجمع الفقهاء على توثيق أبي حنيفة في الفقه واجتهاده المستقل قرره جماعة ومن أولئك، ابن عبد البر المالكي[1]، قال الشافعي رحمه الله: «ما رأيت أفقه من أبي حنيفة، وقال: «الناس عيال على أبي حنيفة في الفقه»[2]. وقالوا: «الإمامة في الفقه ودقائقه مسلمة إلى هذا الإمام وهذا أمر لا شك فيه. وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل»[3]. ويعتبر المذهب الحنفي –كما هو معلوم- أول المذاهب الفقهية السنية ، نشأ يوم أن جلس الإمام أبو حنيفة للتدريس والتفقه والإفتاء، ثم نما وانتشر بعد ذلك بعناية أصحاب الإمام وتلاميذه، فهيأ الله له الاستمرار وتلقته الأمة بالقبول.
ومن رجال هذا المذهب الأعلام: الحاكم الشهيد
  • اسمه ونسبه
محمد بن محمد بن احمد، ابو الفضل، المروزي، السلمي البلخي الشهير بالحاكم الشهيد[4].
  • حياته العلمية
كان عالم مرو، وشيخ الحنفية في زمانه. ولي قضاء بخاري، واختلف إلى الأمير الحميد، فأقرأه العلم، فلمّا تملك الحميد قلّده أزمّة الأمور كلّها. وكان يمتنع عن اسم الوزارة، فلم يزل به الأمير الحميد حتى تقلّدها. سَمِعَ: أبا رجاء محمد بن حَمْدَوَيْه، ويحيى بن ساسويه الذهلي، والهيثم بن خلف الدوريّ، وطبقتهم بخُراسان، والعراق، ومصر، والحجاز، فأكثر؛ وكان يحفظ الفقهيّات، ويتكلم على الحديث. ويصوم الإثنين والخميس، ويقوم اللّيل. ومناقبه جَمّة. وكان لا ينهض بأعباء الوزارة، بل نهمته في العلم وفي الطلبة الفقراء. قُتل ساجدًا.[5]
  • مشايخه
أبا رجاء محمد بن حَمْدَوَيْه
يحيى بن ساسويه الذهلي
الهيثم بن خلف الدوريّ
  • مؤلفاته
الكافي
المنتقي[6]
  • وفاته
قتل شهيدا وهو ساجد ودفن بمرو سنة 334هـ
  • المصادر
الجواهر المضية
الفوائد البهية
----------------------------------------------------
  1. الانتقاء و الذهبي في مناقب أبي حنيفة وصاحبيه.
  2. خرجهما مسندين الخطيب في تاريخه:(13/346).
  3. سير أعلام النبلاء(6/403).
  4. الأعلام للزركلي (7/ 19).
  5. تاريخ الإسلام ت بشار (7/ 685).
  6. الجواهر المضية 2/112 ؛ والفوائد البهية ص 195 ؛ والاعلام للرزكلي 7/242 ] ملاحق تراجم الفقهاء الموسوعة الفقهية [11 /36].

الأعلام

  • أبو العباس الحموي
  • أبو جعفر الطحاوي
  • أبو حفص الكبير البخاري
  • أبو خازم القاضي
  • أبو سعيد البردعي الحنفي
  • أبو يوسف
  • أحمد بن أبي عمران أبو جعفر
  • إبراهيم بن رستم المروزي
  • ابن الثلجي
  • ابن عابدين
  • الإمام أبو حنيفة
  • الجصاص
  • الحاكم الشهيد
  • ا متابعة
  • الحسن بن زياد اللؤلؤي
  • الخصاف
  • الزيلعي
  • الزيلعي الصوفي
  • السرخسي
  • القدوري
  • الكرخي
  • المرغيناني
  • المرغيناني صاحب الهداية
  • الموصلي
  • النسفي صاحب الكنز
  • بكار بن قتيبة
  • حماد
  • زفر
  • صدر الشريعة صاحب التنقيح
  • عبدالحميد بن عبدالعزيز
  • عيسى بن أبان
  • محمد بن الحسن
  • محمد بن سماعة
  • محمد زكريا الكاندهلوي
  • محمد هاشم
  • مصطفى صبري
  • هلال بن يحيى البصري
  • وهبي سليمان غاوجي الألباني

Thursday, October 3, 2013

الحسن بن زياد اللؤلؤي

أجمع الفقهاء على توثيق أبي حنيفة في الفقه واجتهاده المستقل قرره جماعة ومن أولئك، ابن عبد البر المالكي(1)، قال الشافعي رحمه الله: «ما رأيت أفقه من أبي حنيفة، وقال: «الناس عيال على أبي حنيفة في الفقه»(2). وقالوا: «الإمامة في الفقه ودقائقه مسلمة إلى هذا الإمام وهذا أمر لا شك فيه. وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل»(3). ويعتبر المذهب الحنفي –كما هو معلوم- أول المذاهب الفقهية السنية ، نشأ يوم أن جلس الإمام أبو حنيفة للتدريس والتفقه والإفتاء، ثم نما وانتشر بعد ذلك بعناية أصحاب الإمام وتلاميذه، فهيأ الله له الاستمرار وتلقته الأمة بالقبول.
ومن رجال هذا المذهب الأعلام: الحسن بن زياد اللؤلؤي.
  • اسمه ونسبه
أبو علي، الحسن بن زياد الأنصاري، ولاءً، الكوفي اللؤلؤي.
  • مولده
لم يرد ذكر مولده، وإنما ذكروا أنه كوفي نزل بغداد.
  • علمه
كان يقظًا فطنًا فقيهًا، حافظًا للروايات عن أبي حنيفة، وعن أصحابه، مقدّمًا في السؤال والتفريع. تلقى الفقه عن أبي حنيفة ثم عن أبي يوسف وزفر، ثم عن محمد بن الحسن، وله أقوال في المذهب إلا أنها قليلة بالنسبة لأبي يوسف وزفر ومحمد. قال: "كتبت عن ابن جريج اثني عشر ألف حديث كلها يحتاج إليها الفقهاء." وقال:"مكثت أربعين سنة لا أبيت إلا والسراج بين يدي". قال علي بن صالح: كنا عند أبي يوسف، فأقبل الحسن بن زياد، فقال أبو أبا يوسف، ما تقول؟ متصلاً بالسلام. قال: فرأيت أبا يوسف يلوي وجهه إلى هذا الجانب مرة وإلى هذا يوسف: بادروه واسألوه، وإلا لم تقدروا عليه. فأقبل الحسن بن زياد فقال: السلام عليكم يا الجانب مرة، من كثرة إدخالات الحسن عليه، ورجوعه من جواب إلى جواب. ولي القضاء بالكوفة فلم يوفق فاستعفى.
  • شيوخه
  1. الإمام أبو حنيفة.
  2. ابن جريج.
  3. الإمام أبو يوسف.
  4. الإمام زفر بن الهذيل.
  5. الإمام محمد بن الحسن.
  6. من تلاميذه
  7. محمد بن شجاع الثلجي
  8. شعيب بن أيوب الصريفيني.
  9. محمد بن سماعة.
  10. علي الرازي.
  11. عمر بن مهير.
  12. إسحاق بن البهلول بن حسان بن سنان التنوخي.
  13. الحسن بن أبي مالك.

  • ثناء العلماء عليه
قال يحيى بن آدم:«ما رأيت أفقه منه» وعن أحمد بن عبد الحميد الحارثي، قال: «ما رأيت أحسن خلقاً من الحسن بن زياد، ولا أقرب مأخذاً، ولا أسهل جانباً، مع توفر فقهه وعلمه، وزهده وورعه». قال: «وكان الحسن يكسو مماليكه كما يكسو نفسه»، اتباعاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألبسوهم مما تلبسون»(4).

  • وفاته

توفي سنة (204هـ)
  • مصنفاته
  1. المجرد.
  2. الأمالي(5).
  • المصادر
  1. سير أعلام النبلاء
  2. تاريخ ابن معين
  3. أخبار القضاة
  4. الجرح والتعديل
  5. أخبار أبي حنيفة وأصحابه للصيمري
  6. تاريخ بغداد
  7. طبقات الفقهاء للشيرازي
  8. المناقب للموفق المكي
  9. العبر
  10. ميزان الاعتدال
  11. لسان الميزان
  12. النجوم الزاهرة
  13. الجواهر المضية
  14. شذرات الذهب
  15. الفوائد البهية
  16. الإمتاع بسيرة الإمامين الحسن بن زياد وصاحبه محمد بن شجاع للكوثري
  17. الحسن بن زياد وفقهه لعبد الستار حامد.

------------------------------------------------
1.  في الانتقاء و الذهبي في مناقب أبي حنيفة وصاحبيه.
2. خرجهما مسندين الخطيب في تاريخه (13/346).
3. سير أعلام النبلاء: (6/403).
4. حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا ابن أبي ذئب عن يزيد بن أبي حبيب المصري أن أبا ذر أو أبا الدرداء رؤي عليه بردة وثوب أبيض وعلى غلامه بردة وثوب أبيض فقيل له يا أبا ذر أو أبا الدرداء لو أخذت هذه البردة وأعطيت غلامك هذا الثوب أو أخذت من غلامك الثوب وأعطيته البردة كانا ثوبين متفقين فقال إني سمعت رسول الله يقول ألبسوهم مما تلبسون وأطعموهم مما تأكلون {رجال إسناده ثقات، (البر والصلة) (ص: 178)}.
5. ونسبت له كتب أخرى. سير أعلام النبلاء (9/543). تاريخ ابن معين ( 114). أخبار القضاة (3 / 188). الجرح والتعديل ( 3 / 15). أخبار أبي حنيفة وأصحابه للصيمري ( 131 – 133) تاريخ بغداد ( 7 / 314) طبقات الفقهاء للشيرازي ( 11.5). المناقب للموفق المكي ( 1 / 46 و 170 و 173 و 185 و 264 و 2 / 132 وما بعدها). (العبر 1 / 345). ميزان الاعتدال (1 / 491). لسان الميزان (2 / 208). النجوم الزاهرة ( 2 / 188). الجواهر المضية (1 / 193 و 2 / 542). شذرات الذهب (2 / 12). الفوائد البهية (60 – 61). الإمتاع بسيرة الإمامين الحسن بن زياد وصاحبه محمد بن شجاع للكوثري. الحسن بن زياد وفقهه لعبد الستار حامد.


الإمام محمد بن الحسن

اسمه ونسبه
محمد بن الحسن ابن فرقد، العلامة، فقيه العراق، أبو عبد الله الشيباني، الكوفي، صاحب أبي حنيفة. ولد بواسط، ونشأ بالكوفة.(١)

)ولادته
قال ابن سعد: أصله جزري، سكن أبوه الشام، ثم ولد له محمد سنة اثنتين وثلاثين ومئة، غلب عليه الرأي، وسكن بغداد. وقال السمعاني: أصله من دمشق من أهل قرية يقال لها حرستا قدم أبوه العراق فولد له محمد بواسط ونشأ بالكوفة .(٢)

)شيوخه
وأخذ عن أبي حنيفة بعض الفقه، وتمم الفقه على القاضي أبي يوسف.الوافي بالوفيات (٣)

وروى عن: أبي حنيفة، ومسعر، ومالك بن مغول، والاوزاعي، ومالك بن أنس.سير أعلام النبلاء (٤)

قال محمد بن الحسن أقمت على مالك ثلث سنين وسمعت منه سبعمائة حديث ونيفا . (٥)

وسمع ايضا من سفيان الثوري وقيس بن الربيع وعمر بن ذر ومسعر وغيرهم.(٦)

)من أخذ منه
أخذ عنه: الشافعي فأكثر جدا، وأبو عبيد، وهشام بن عبيد الله، وأحمد بن حفص فقيه بخارى، وعمرو بن أبي عمرو الحراني، وعلي ابن مسلم الطوسي، وآخرون.(٧)


روى عنه الشافعى، وأبو سليمان الجوزجانى، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وغيرهم.(٨)

)من أعماله
ولاه الرشيد القضاء بعد أبي يوسف وكان إماماً مجتهدا من الأذكياء الفصحاء.(٩)

)من مصنفاته
صنف الكتب الكثيرة النادرة مها الجامع الكبير، والجامع الصغير، وله في مصنفاته المسايل المشكلة خصوصا ما يتعلق بالعربية. (١٠)

ومن كتب محمد رحمه الله الأصل أملاه على أصحابه رواه عنه الجوزجاني وغيره والجامع الكبير والجامع الصغير والسير الكبير والسير الصغير والآثار والموطأ والفتاوي الهارونية والرقية والكاسانية.(١١)

)أقوال العلماء فيه
كان الشافعي يقول: كتبت عنه ، وما ناظرت سمينا أذكى منه.(١٢) وقال الشافعي: قال محمد بن الحسن: أقمت عند مالك ثلاث سنين وكسرا، وسمعت من لفظه سبع مئة حديث.(١٣) وقال ابن معين: كتبت عنه " الجامع الصغير " قال إبراهيم الحربي: قلت للامام أحمد: من أين لك هذه المسائل الدقاق؟ قال: من كتب محمد بن الحسن. قيل: إن محمدا لما احتضر، قيل له: أتبكي مع العلم؟ قال: أرأيت إن أوقفني الله، وقال: يا محمد، ما أقدمك الري؟ الجهاد في سبيلي، أم ابتغاء مرضاتي؟ ماذا أقول؟.(١٤) وروي عن أحمد بن حنبل قال إذا كان في المسألة قول ثلاثة لم تسع مخالفتهم فقلت من هم قال أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد بن الحسن فأبو حنيفة أبصر الناس بالقياس وأبو يوسف أبصر الناس بالآثار ومحمد أبصر الناس بالعربية.(١٥) وعن الشافعي سمعت إنه قال أخذت من محمد بن الحسن وقر بعير.(١٦) وقال الذهبي في (الميزان) لينه النسائي وغيره من قبل حفظه وكان من بحور العلم.(١٧)

)تعظيمه للعلم
عن أبي عبيد يقول كنا مع محمد بن الحسن إذ اقبل الرشيد فقام إليه الناس كلهم الا محمد بن الحسن فإنه لم يقم وكان الحسن بن زياد ثقيل القلب ممتلئ البطن على محمد بن الحسن فقام ودخل الناس من أصحاب الخليفة فامهل الرشيد يسيرا ثم خرج الإذن فقال محمد بن الحسن فجزع اصحابه له فادخل الناس فامهل ثم خرج طيب النفس مسرورا فقال قال لي مالك لم تقم مع الناس قلت كرهت ان اخرج عن الطبقة التي جعلتني فيها انك اهلتني للعلم فكرهت ان اخرج منه إلى طبقة الخدمة التي هي خارجة منه وان بن عمك صلى الله عليه و سلم قال من أحب ان يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار وانه إنما أراد بذلك العلماء فمن قام بحق الخدمة واعزاز الملك فهو هيبة للعدو ومن قعد اتبع السنة التي عنكم أخذت فهو زين لكم قال صدقت يا محمد .(١٨)

)وفاته
قال الذهبي: توفي إلى رحمة الله سنة تسع وثمانين ومئة بالري .(١٩) قال السمعاني:وهو ابن ثمان وخمسين سنة.(٢٠) قال عبد القادر بن أبي الوفاء محمد بن أبي الوفاء القرشي :توفي بالري سنة سبع وثمانين ومائة وهو ابن ثمان وخمسين سنة فى اليوم الذى مات فيه الكسائي فقال الرشيد دفنت الفقه والعربية.(٢١)

)المراجع والمصادر
الجواهر المضية في طبقات الحنفية عبد القادر بن أبي الوفاء محمد بن أبي الوفاء القرشي .
الأنساب للسمعاني.
سير أعلام النبلاء الذهبي.
تاريخ بغداد للخطيب البغدادي.
تاج التراجم في طبقات الحنفية إبن قطلوبغا .
تعجيل المنفعة ابن حجر.
الوافي بالوفيات الصفدي.
مغانى الأخيار فى شرح أسامى رجال معانى الآثار بدر الدين العينى .
تهذيب الأسماء واللغات النووي .
الهوامش
↑ سير أعلام النبلاء (9 / 134).
↑ الأنساب السمعاني (3 / 483)
↑ الصفدي (1 / 285)
↑ (9 / 134).
↑ تاج التراجم في طبقات الحنفية إبن قطلوبغا (1 / 18).
↑ تعجيل المنفعة ابن حجر(1 / 361).
↑ مغانى الأخيار فى شرح أسامى رجال معانى الآثار بدر الدين العينى (6 / 53)
↑ تهذيب الأسماء واللغات النووي (1 / 110)
↑ الوافي بالوفيات الصفدي (1 / 285).
↑ الوافي بالوفيات الصفدي (1 / 285).
↑ تاج التراجم في طبقات الحنفية إبن قطلوبغا (1 / 18).
↑ الأنساب (3 / 483)
↑ سير أعلام النبلاء (9 / 135).
↑ سير أعلام النبلاء (9 / 136).
↑ الأنساب (3 / 484).
↑ تاج التراجم في طبقات الحنفية إبن قطلوبغا (1 / 18).
↑ تعجيل المنفعة (1 / 362)
↑ تاريخ بغداد (2 / 173)
↑ سير أعلام النبلاء (9 / 136).
↑ الأنساب (3 / 484).

↑ الجواهر المضية في طبقات الحنفية (2 / 44).

الإمام أبو يوسف

هو الإمام المجتهد العلامة المحدث قاضي القضاة ، أبو يوسف ، يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن حبيش بن سعد بن بُجَير بن معاوية الأنصاري الكوفي . وسعد بن بجير له صحبة ، وهو سعد ابن حبْتَة ، وهي أمه ، وهو بجلي من حلفاء الأنصار ، شهد الخندق وغيرها . مولد أبي يوسف في سنة ثلاث عشرة ومائة(1).
مولده
في مدينة الكوفة ولد أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري سنة 113هـ.

شيوخه
محمد بن أبي ليلى، في أحكام القضاء.
الإمام أبو حنيفة، في الفقه والحديث.
و كان يختلف إلى ابن أبي ليلى ويهوى الجلوس عند أبي حنيفة، ويمنعه الحياء من ترك مجلس شيخه، ثم وقع بينهما سبب ثقل على شيخه، فاغتنم ذلك أبو يوسف فاحتبس إلى أبي حنيفة. ومنهم:

سفيان الثوري.
عبد الله وعبيد الله ابنا عمر.
الأعمش سليمان بن مهران.
عطاء بن السائب.
الليث بن سعد.
عاصم بن أبي النجود.
عاصم الأحول.
محمد بن إسحاق.
مسعر بن كدام.
الأحوص بن حكيم.
إسماعيل بن علية.
نافع مولى عمر.
تلامذته
محمد بن الحسن الشيباني
أسد بن الفرات مدون مذهب مالك قبل سحنون.
عمرو بن محمد الناقد
بشر بن الوليد.
محمد بن سماعة التميمي
يحيى بن معين.
علي بن المديني.
وكيع بن الجراح.
يوسف القاضي ابنه راوي (كتاب الآثار) عن أبيه.
أحمد بن حنبل.
روى عنه بشر بن الوليد، وابن سَمَاعة، ويحيى بن معين، وعلي بن الجعد، وأحمد بن حنبل، وعمرو الناقد، وأحمد بن منيع، وعلي بن مسلم الطوسي, والحسن بن أبي مالك، وهلال الرأي، وابراهيم بن الجراح وغيرهم. وأجل أصحابه محمد بن الحسن

ملازمته لأبي حنيفة
ولصحبته لأبي حنيفة قصة يرويها لنا أبو يوسف فيقول: كنت أطلب الحديث والفقه عند أبي حنيفة، وأنا مقل (يعني قليل المال) رث الحال والهيئة، فجاءني أبي يومًا فانصرفت معه، فقال لي: يا بني، لا تمد رجلك مع أبي حنيفة (أي لا تذهب إليه) فإن أبا حنيفة خبزه مشوي (يقصد أنه غني وقادر على أن يعيش عيشة كريمة) وأنت تحتاج إلى معاش (عمل حتى تنفق على نفسك ولا تنقطع للعلم)، فقصرت عن كثير من الطلب (أي طلب العلم) وآثرت طاعة أبي، فتفقدني أبو حنيفة وسأل عني، فلما كان أول يوم أتيته بعد تأخرى عنه؛ فقال لي: ما شغلك عنا ؟ قلت: الشغل بالناس وطاعة والدي، وجلست حتى انصرف الناس، ثم دفع لي صرة وقال: استمتع بها. فنظرت فإذا فيها مائة درهم وقال: الزم الحلقة وإذا أفرغت هذه (إذا أنفقتها) فأعلمني، فلزمت الحلقة، فلما قضيت مدة يسيرة، دفع إليَّ مائة أخرى، ثم كان يتعهدني (يرعاني) وما أعلمته بقلة قط، ولا أخبرته بنفاد شيء، وكأنه يخبر بنفادها وظل كذلك حتى استغنيت. ولم يكن لأبي حنيفة تلميذ في نجابة أبي يوسف وذكائه، فقد استمر في تلقي العلم حتى حفظ التفسير والحديث والمغازي وأيام العرب، وسار أبو يوسف على نهج أستاذه أبي حنيفة في الفقه، إلا أنه كانت له اجتهادات خاصة به، وألف كتبًا كثيرة أشهرها كتاب الخراج وهو رسالة في إدارة المال العام والقضاء، وقد قربه الخليفة هارون الرشيد إليه، وولاه القضاء، ومنحه لقب قاضي القضاة، وكان يستشيره في أمور الدين والدنيا.

ثناء العلماء عليه
قال يحيى بن معين: ما رأيت في أصحاب الرأي أثبت في الحديث، ولا أحفط ولا أصح روايةً من أبي يوسف قال عبد الله بن داود الخُريبي: كان أبو يوسف قد اطلع على الفقه أو العلم اطلاعاً، يتناوله كيف يشاء قال عمرو بن محمد الناقد: ما أحب أن أوري عن أحد من أصحاب الرأي إلا عن أبي يوسف، فإنه كان صاحب سنة قال يحيى بن معين: كان أبو يوسف يحب أهل الحديث، ويميل إليهم

وفاته
وفي عام 182هـ مات أبو يوسف وهو يقول: اللهم إنك تعلم أنني لم أجر في حكم حكمت فيه بين اثنين من عبادك تعمدًا، وقد اجتهدت في الحكم بما وافق كتابك وسنة نبيك ، وكلما أشكل عليَّ أمر جعلت أبا حنيفة بيني وبينك. قال بشر بن الوليد: توفي أبو يوسف—يوم الخميس لخمسِ خلون من ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين ومئة. ومات الفقيه أبو يوسف، فحزن عليه الناس جميعًا؛ وقال صديقه أبو يعقوب الحريمي: (اليوم مات الفقيه).. فرحم الله أبا يوسف وأسكنه فسيح جناته

ودفن في مقابر قريش شمال بغداد في مدينة الكاظمية حالياً قرب قبري الإمام موسى الكاظم وابنه الإمام محمد الجواد رحمها الله .

أشهر مؤلفاته
كان أبو يوسف أول من ألف الكتب في مذهب أبو حنيفة ، وله عدة مصنفات لم يصلنا منها سوى :

الآثار: في أدلة الفقه روى جلها عن أبي حنيفة
الخراج.وهو رسالته إلى هارون الرشيد في أحكام الأموال
الرد على سير الأوزاعي.
اختلاف أبي حنيفه وابن أبي ليلى
المراجع
مناقب الإمام أبي حنيفة وصاحبيه أبي يوسف ومحمد بن الحسن. للإمام الذهبي
التشريع الإسلامي - محمود محمد حسن - أستاذ ورئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق - جامعة المنصورة .

الهوامش

الإمام أبو حنيفة

أجمع الفقهاء على توثيق أبي حنيفة في الفقه واجتهاده المستقل وقال الشافعي: «ما رأيت أفقه من أبي حنيفة»، وقال: «الناس عيال على أبي حنيفة في الفقه»، وقالوا: «الإمامة في الفقه ودقائقه مسلمة إلى هذا الإمام وهذا أمر لا شك فيه وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل»


أقدم صورة لمسجد الإمام أبي حنيفة
أخذ العلم عن مشايخ كثر أوصلهم البعض إلى أربعة آلاف، ولكن اشتهر تخرجه رضي الله عنه في الفقه على شيخه حماد بن أبي سليمان الكوفي حيث إن شيخه حماد اشتهر تخرجه في الفقه على إبراهيم النخعي، والنخعي واشتهر تخرجه في الفقه على علقمة، واشتهر تخرج علقمة على أربعة من مجتهدي الصحابة وهم: عمر بن الخطاب و علي بن أبي طالب و عبد الله بن مسعود و ابن عباس.

لَقَد زانَ البِلادَ وَمَن عَلَيها  إِمامُ المُسلِمينَ أَبو حَنيفَه
بِأَحكامٍ وَآثارٍ وَفِقهٍ  كَآياتِ الزَبورِ عَلى الصَحيفَه
فَما بِالمَشرِقَينِ لَهُ نَظيرٌ  وَلا بِالمَغرِبَينِ وَلا بِكوفَه
فَرَحمَةُ رَبِّنا أَبَداً عَلَيهِ  مَدى الأَيّامِ ما قُرِأَت صَحيفَه
اسمه ونسبه
أبو حنيفة أو أبو حنيفة النعمان أو نعمان بن ثابت بن نعمان بن زوطا بن مرزبان المولود سنة (80هـ_699م) بـالكوفة، (١)

النشأة
نشأ الإمام بالكوفة؛ والتي كانت آنذاك حاضرة من حواضر العلم، تموج بحلقات الفقه والحديث والقراءات واللغة والعلوم، وتمتلئ مساجدها بشيوخ العلم وأئمته، وفي هذه المدينة قضى النعمان معظم حياته متعلماً وعالماً، وتردد في صباه الباكر بعد أن حفظ القرآن على هذه الحلقات، لكنه كان منصرفاً إلى مهنة التجارة مع أبيه، فلما رآه عامر الشعبي الفقيه الكبير ولمح ما فيه من مخايل الذكاء ورجاحة العقل أوصاه بمجالسة العلماء والنظر في العلم؛ فقال له : «عليك بالنظر في العلم..و مجالسة العلماء»..فإنني أرى فيك يقظة وحركة. فاستجاب لرغبته وانصرف بهمته إلى حلقات الدرس، فروى الحديث ودرس اللغة والأدب، وكان من كثرة اهتمامهِ بأن لا يضيع عنه ما يتلقاه من العلم يقضي الوقت في الطواف على المجالس حاملاً أوراقه وقلمه، واتجه إلى دراسة علم الكلام حتى برع فيه ومكّنه ذلك من مجادلة أصحاب الفرق المختلفة ومحاجّاتهم في بعض مسائل العقيدة، ثم انصرف إلى الفقه ولزم دروس الفقه عند حماد بن أبي سليمان. اشتهر بورعه، وكان تاجراً مشهوراً بالصدقِ والأمانة والوفاء. في الكوفة إحدى مدن العراق الكبرى ولد الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت وسماه أبوه النعمان تيمنا بالملك النعمان بن المنذر الملقب بأبو قابوس من ملوك المناذرة العرب في العراق، وحين انعم الله على جده المرزبان بالإسلام دخل في بني تيم الله بن ثعلبة كحليف لهم، وهو من الانباط سكان العراق قبل الاسلام وهم العرب القدماء (٢) (٣) وتأثر بما سمع من الأمام علي رضي الله عنه! وكان معه, ومن أتباعه! وورث أبو حنيفة عن أبيه وجده حبا لآل البيت صادف قلبا خاليا فتمكن منه! وكان له أستاذه الإمام جعفر الصادق أسوة حسنه .

سند الإمام أبي حنيفة

مسند الإمام أبي حنيفة في الحديث الشريف
حكى أبو حنيفة أنه: «دخل على أبي جعفر أمير المؤمنين فقال لي يا أبا حنيفة عمن أخذت العلم قال قلت عن حماد عن إبراهيم عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس قال فقال أبو جعفر: بخ بخ استوثقت ما شئت يا أبا حنيفة الطيبين الطاهرين المباركين» وجاء عن أهل الكوفة قولهم: «ما رأينا رجلا قط اشبه هديا بعلقمة من النخعي ولا رأينا رجلا اشبه هديا بابن مسعود من علقمة ولا كان رجل اشبه هديا برسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن مسعود» وجاء أن أبا حنيفة قال: «لقد لزمت حماد لزوما ما أعلم أن أحدا لزم أحدا مثلما لزمته وكنت أكثر السؤال فربما تبرم وقال: قد انتفخ جنبي وضاق صدري» وأخذ أبو حنيفة على عطاء بن أبي رباح في الفقه وغيره، قال أبو حنيفة: «ما رأيت أفقه من حماد بن أبي سليمان وما رأيت أجمع لجميع العلوم من عطاء بن أبي رباح» وكذا أخذ عن الشعبي وعمرو بن دينار وهشام وكثيرين. قال المكي : «يقدر مشايخه بأربعة ألآف شخص»

شيوخه
بلغ شيوخ أبي حنيفة رحمه الله تعالى عددا كبيرا؛ ومن أبرزهم:

حماد بن أبي سليمان (٤)
إبراهيم بن محمد المنتشر الكوفي
إبراهيم بن يزيد النخعي الكوفي
أيوب السختياني البصري
الحارث بن عبد الرحمن الهمذاني الكوفي
ربيعة بن عبد الرحمن المدني(٥)
سالم بن عبد الله(٦)
سعيد بن مسروق(٧)
سليمان بن يسار الهلالي المدني
عاصم بن كليب بن شهاب الكوفي
رئاسة حلقة الفقه
وبعد موت شيخه حماد بن أبي سليمان آلت رياسة حلقة الفقه إلى أبي حنيفة، وهو في الأربعين من عمره، والتفّ حوله تلاميذه ينهلون من علمه وفقهه، وكانت له طريقة مبتكرة في حل المسائل والقضايا التي كانت تُطرح في حلقته؛ فلم يكن يعمد هو إلى حلها مباشرة، وإنما كان يطرحها على تلاميذه، ليدلي كل منهم برأيه، ويعضّد ما يقول بدليل، ثم يعقّب هو على رأيهم، ويصوّب ما يراه صائبا، حتى تُقتل القضية بحثاً، ويجتمع أبو حنيفة وتلاميذه على رأي واحد يقررونه جميعا.وكان أبو حنيفة يتعهد تلاميذه بالرعاية، وينفق على بعضهم من ماله، مثلما فعل مع تلميذه أبي يوسف حين تكفّله بالعيش لما رأى ضرورات الحياة تصرفه عن طلب العلم، وأمده بماله حتى يفرغ تماما للدراسة.(٨) وكان مع اشتغاله يعمل بالتجارة، حيث كان له محل في الكوفة لبيع الخزّ (الحرير)، يقوم عليه شريك له، فأعانه ذلك على الاستمرار في خدمة العلم، والتفرغ للفقه.

أصول مذهبه
نشأ مذهب أبي حنيفة في الكوفة مهد مدرسة الرأي، وتكونت أصول المذهب على يديه، وأجملها هو في قوله: "إني آخذ بكتاب الله إذا وجدته، فما لم أجده فيه أخذت بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا لم أجد فيها أخذت بقول أصحابه من شئت، وادع قول من شئت، ثم لا أخرج من قولهم إلى قول غيرهم، فإذا انتهى الأمر إلى إبراهيم، والشعبي والحسن وابن سيرين وسعيد بن المسيب فلي أن أجتهد كما اجتهدوا".

تلاميذ أبي حنيفة
لقد قضى الإمام أبو حنيفة عمرهُ في التعليم والتدريس ولقد تخرج عليه الكثير ومن هؤلاء:

أبو يوسف (٩)
محمد بن الحسن الشيباني(١٠)
زفر بن الهذيل(١١)
الحسن بن زياد
حماد ابن ابي حنيفة
إبراهيم بن طهمان
حمزة بن حبيب الزيات
أبو يحيى الحماني
عيسى بن يونس
وكيع
يزيد بن زريع
أسد بن عمرو البجلي
حكام بن يعلى بن سلم الرازي
خارجن بن مصعب
عبد الحميد ابن أبي داود
علي بن مسهر
محمد بن بشر العبدي
مصعب بن مقدام
يحيى بن يمان
ابو عصمة نوح بن أبي مريم
أبو عبد الرحمن المقريء
أبو نعيم وأبو عاصم
وغيرهم كثير.

تدوين المذهب
وصلت إلينا كتب محمد بن الحسن الشيباني كاملة، وكان منها ما أطلق عليه العلماء كتب ظاهر الرواية، وهي كتب المبسوط والزيادات، والجامع الكبير والجامع الصغير، والسير الكبير والسير الصغير، وسميت بكتب ظاهر الرواية؛ لأنها رويت عن الثقات من تلاميذه، فهي ثابتة عنه إما بالتواتر أو بالشهرة. وقد جمع أبو الفضل المروزي المعروف بالحاكم الشهيد المتوفى سنة (344هـ/955م) كتب ظاهر الرواية بعد حذف المكرر منها في كتاب أطلق عليه "الكافي"، ثم قام بشرحه شمس الأئمة السرخسي المتوفى سنة (483هـ/1090م) في كتابه "المبسوط"، وهو مطبوع في ثلاثين جزءاً، ويعد من أهم كتب الحنفية الناقلة لأقوال أئمة المذهب، بما يضمه من أصول المسائل وأدلتها وأوجه القياس فيها.

انتشار المذهب
انتشر مذهب أبي حنيفة في البلاد منذ أن مكّن له أبو يوسف بعد تولّيه منصب قاضي القضاة في الدولة العباسية، وكان المذهب الرسمي لها، كما كان مذهب السلاجقة و الدولة الغزنوية ثم الدولة العثمانية، وهو الآن شائع في أكثر البقاع الإسلامية، ويتركز وجوده في مصر والشام والعراق وأفغانستان وباكستان والهند والصين وتركيا والسعودية.

أخلاقه
احترامه وتقديره
فقد ورد عن ابن سماعة، أنه قال: سمعت أبا حنيفة يقول: ما صليت صلاة مُذ مات حماد إلا استغفرت له مع والدي، وإني لأستغفر لمن تعلمت منه علماً، أو علمته علما.

سخاؤه
ويتمثل في إنفاقه على الطلاب والمحتاجين وحسن تعامله معهم، وتعاهدهم مما غرس محبته في قلوبهم حتى نشروا أقواله وفقهه، ولك أن تتخيل ملايين الدعوات له بالرحمة عند ذكره في دروس العلم في كل أرض. ومن عجائب ما ورد عنه أنه كان يبعث بالبضائع إلى بغداد، يشتري بها الأمتعة، ويحملها إلى الكوفة، ويجمع الأرباح عنده من سنة إلى سنة، فيشتري بها حوائج الأشياخ المحدثين وأقواتهم، وكسوتهم، وجميع حوائجهم، ثم يدفع باقي الدنانير من الأرباح إليهم، فيقول: أنفقوا في حوائجكم، ولا تحمدوا إلا الله؛ فإني ما أعطيتكم من مالي شيئا، ولكن من فضل الله عليَّ فيكم، وهذه أرباح بضاعتكم؛ فإنه هو والله مما يجريه الله لكم على يدي فما في رزق الله حول لغيره.

سؤاله عن أحوال أصحابه
وحدث حجر بن عبد الجبار، قال: ما أرى الناس أكرم مجالسة من أبي حنيفة، ولا أكثر إكراماً لأصحابه. وقال حفص بن حمزة القرشي: كان الإمام أبو حنيفة ربما مر به الرجل فيجلس إليه لغير قصد ولا مجالسة، فإذا قام سأل عنه، فإن كانت به فاقة وصله، وإن مرض عاده.

حرصه على هيبة العلم
في مجالسه؛ فقد ورد عن شريك قال كان أبو حنيفة طويل الصمت كثير العقل.

الاهتمام بالمظهر والهيئة
بما يضفي عليه المهابة، فقد جاء عن حماد بن أبي حنيفة أنه قال: كان أبي جميلاً تعلوه سمرة حسن الهيئة، كثير التعطر هيوباً لا يتكلم إلا جواباً ولا يخوض فيما لا يعنيه. وعن عبد الله ابن المبارك قال: ما رأيت رجلا أوقر في مجلسه ولا أحسن سمتاً وحلماً من أبي حنيفة.

(عدل)كثرة عبادته وتنسكه
فقد قال أبو عاصم النبيل كان أبو حنيفة يسمى الوتد لكثرة صلاته، وأشتهر عنه أنه كان يحيى الليل صلاة ودعاء وتضرعاً. وذكروا أن أبا حنيفة صلى العشاء والصبح بوضوء أربعين سنة. وروى بشر بن الوليد عن القاضي أبي يوسف قال بينما أنا أمشي مع أبي حنيفة إذ سمعت رجلاً يقول لآخر هذا أبو حنيفة لا ينام الليل فقال أبو حنفية والله لا يتحدث عني بما لم أفعل فكان يحيى الليل صلاة وتضرعا ودعاء، ومثل هذه الروايات عن الأئمة موجودة بكثرة، والتشكيك في ثبوتها له وجه، لاشتهار النهي عن إحياء الليل كله، وأبو حنيفة قد ملأ نهاره بالتعليم مع معالجة تجارته، فيبعد أن يواصل الليل كله. ولكن عبادة أبي حنيفة وطول قراءته أمر لا ينكر، بل هو مشهور عنه، فقد روي من وجهين أن أبا حنيفة قرأ القرآن كلهُ في ركعة.

خوفه من الله
فقد روى لنا القاسم بن معن أن أبا حنيفة قام ليلة يردد قول الله في القرآن: (بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ) سورة القمر، آية 46، ويبكي ويتضرع إلى الفجر.

ورعه
وخصوصا في الأمور المالية، فقد جاء عنه أنه كان شريكاً لحفص بن عبد الرحمن، وكان أبو حنيفة يُجهز إليه الأمتعة، وهو يبيع، فبعث إليه في رقعة بمتاع، وأعلمه أن في ثوب كذا وكذا عيباً، فإذا بعته، فبين. فباع حفص المتاع، ونسى أن يبين، ولم يعلم ممن باعه، فلما علم أبو حنيفة تصدق بثمن المتاع كله. تربيته لنفسه على الفضائل كالصدقة، فقد ورد عن المثنى بن رجاء أنه قال جعل أبو حنيفة على نفسه إن حلف بالله صادقا أن يتصدق بدينار وكان إذا أنفق على عياله نفقة تصدق بمثلها.

حلمه وصبره
لأن من تصدى للناس لا بد وأن يأتيه بعض الأذى من جاهل أو مغرر به، ومن عجيب قصصه ما حكاه الخريبي قال: كنا عند أبي حنيفة فقال رجل: إني وضعت كتابا على خطك إلى فلان فوهب لي أربعة آلاف درهم، فقال أبو حنيفة إن كنتم تنتفعون بهذا فافعلوه. وقد شهد بحلمه من رآه، قال يزيد بن هارون ما رأيت أحدا أحلم من أبي حنيفة، وكان ينظر بإيجابية إلى المواقف التي ظاهرها السوء، فقد قال رجل لأبي حنيفة (أتق الله)، فأنتفض وأصفر وأطرق وقال: (جزاك الله خيرا ما أحوج الناس كل وقت إلى من يقول لهم مثل هذا)، وجاء إليه رجل، فقال: «يا أبا حنيفة، قد أحتجت إلى ثوب خز»، فقال: ما لونه؟ قال: كذا، وكذا، فقال له: أصبر حتى يقع، وآخذه لك، _إن شاء الله_، فما دارت الجمعة حتى وقع، فمر به الرجل، فقال: قد وقعت حاجتك، وأخرج إليه الثوب، فأعجبه، فقال: يا أبا حنيفة، كم ثمنه؟ قال: درهماً، فقال الرجل: يا أبا حنيفة ما كنت أظنك تهزأ، قال: ما هزأت، إني اشتريت ثوبين بعشرين ديناراً ودرهم، وإني بعت أحدهما بعشرين ديناراً، وبقي هذا بدرهم، وما كنت لأربح على صديق.

الجدية والاستمرار
فقد وضع نصب عينيه أن ينفع الأمة في الفقه والاستنباط، وأن يصنع رجالا قادرين على حمل تلك الملكة.

(عدل)ترك الغيبة والخوض في الناس
فعن ابن المبارك: قلت لسفيان الثوري، يا أبا عبد الله، ما أبعد أبا حنيفة من الغيبة، وما سمعته يغتاب عدوا له قط. قال: هو والله أعقل من أن يسلط على حسناته ما يذهب بها. بل بلغ من طهارة قلبه على المسلمين شيئا عجيبا، ففي تأريخ بغداد عن سهل بن مزاحم قال سمعت أبا حنيفة يقول: "فبشر عباد الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ " قال: كان أبو حنيفة يكثر من قول: «اللهم من ضاق بنا صدره فإن قلوبنا قد اتسعت له».

(عدل)حرصه على بناء شخصيات فقهية تحمل عنه علمه
وقد نجح أيما نجاح. ومن طريف قصصه مع تلاميذه التي تبين لنا حرصه على تربيتهم على التواضع في التعلم وعدم العجلة، كما في (شذرات الذهب): لما جلس أبو يوسف للتدريس من غير إعلام أبي حنيفة أرسل إليه أبو حنيفة رجلا فسأله عن خمس مسائل وقال له: إن أجابك بكذا فقل له: أخطأت، وإن أجابك بضده فقل له: أخطأت فعلم أبو يوسف تقصيره فعاد إلى أبي حنيفة فقال: "تزبيت قبل أن تحصرم". أي بمعنى:(تصدرت للفتيا قبل أن تستعد لها فجعلت نفسك زبيبا وأنت لازلت حصرما).

تصحيحه لمفاهيم مخالفيه بالحوار الهادئ
قد كان التعليم بالحوار سمة بارزة لأبي حنيفة، وبه يقنع الخصوم والمخالفين، وروى أيضا عن عبد الرزاق قال: شهدت أبا حنيفة في مسجد الخيف فسأله رجل عن شيء فأجابه فقال رجل: إن الحسن يقول كذا وكذا قال أبو حنيفة أخطأ الحسن قال: فجاء رجل مغطى الوجه قد عصب على وجهه فقال: أنت تقول أخطأ الحسن ثم سبه بأمه ثم مضى فما تغير وجهه ولا تلون ثم قال: إي والله أخطأ الحسن وأصاب بن مسعود.

عدم اعتقاده أنه يملك الحقيقة المطلقة
فقد جاء في ترجمته في تأريخ بغداد عن الحسن بن زياد اللؤلؤي يقول: سمعت أبا حنيفة يقول قولنا هذا رأي، وهو أحسن ما قدرنا عليه فمن جاءنا بأحسن من قولنا فهو أولى بالصواب منا.

مؤلفاته
لم يؤثر عن أبي حنيفة أنه كتب كتاباً في الفقه يجمع آراءه وفتاواه، وهذا لا ينفي أنه كان يملي ذلك على تلاميذه، ثم يراجعه بعد إتمام كتابته، ليقر منه ما يراه صالحاً أو يحذف ما دون ذلك، أو يغيّر ما يحتاج إلى تغيير، ولكن مذهبه بقي وانتشر ولم يندثر كما أندثرت ذاهب كثيرة لفقهاء سبقوه أو عاصروه، وذلك بفضل تلاميذه الموهوبين الذين دونوا المذهب وحفظوا كثيرا من آراء إمامهم بأقواله، ومما أثر عنه:

الفقه الأكبر(١٢)
العالم والمتعلم(١٣)
رسالة الإمام أبي حنيفة إلى عثمان البتي
الوصية(١٤)
وفاته
توفي أبو حنيفة في بغداد في (11 من جمادى الأولى 150هـالموافق 14 من يونيو 767م) ويقع قبره في مدينة بغداد بمنطقة الأعظمية في مقبرة الخيزران على الجانب الشرقي من نهر دجلة.

[عدل] المصادر
الفهرست لابن النديم
الفرق بين الفرق
العلو للذهبي
الفوائد البهية لللكنوي
اتحاف السادة المتقين للزبيدي
كشف الظنون لحاجي خليفة
أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة
الجواهر المضيئة في طبقات الحنفية[١]
أبو حنيفة حياته وعصره [٢]
أبو حنيفة بطل الحرية والتسامح في الإسلام[٣]
أبو حنيفة النعمان إمام الأئمة[٤]
أعيان الزمان وجيران النعمان في مقبرة الخيزران [٥]
عروبة الأمام أبي حنيفة النعمان [٦]
التاريخ الاسلامي في العصور الوسطى[٧]
أبو حنيفة النعمان إمام الأئمة الفقهاء.[٨]
البداية والنهاية للحافظ ابن كثير
تذكرة الحفاظ للذهبي
سير أعلام النبلاء للذهبي
اعتقاد الأئمة الأربعة للدكتور عبد الرحمن الخميس

(عدل)الهوامش
↑ هناك خلاف في تحديد منحدره الاسري ولكن الدراسات التاريخية الاكاديمية ، تؤكد : كونه عربي الاصل من عرب الانباط من بني يحيى بن زيد بن أسد ،ذكر ذلك عدد من المؤرخين ، الخطيب البغدادي والكردري والبزازي من القدماء ومن المحدثين ، مؤرخ العراق الدكتور مصطفى جواد وحسين علي محفوظ والدكتور ناجي معروف حيث قال (ان الامام أبو حنيفة من اعلام العراق تعود أصوله إلى عرب العراق الذين استوطنوا قبل الإسلام الدكتور ناجي معروف- عروبة الامام الاعظم-ص543، الدكتور حسان حلاق-تاريخ الشعوب الاسلامية-دار النهضة العربية-بيروت-2000-ص162 ، مصطفى جواد ، أصول التاريخ والادب ، مج 23 ، ص235 .
↑ تاريخ بغداد ، الخطيب البغدادي ، تحقيق : بشار عواد معروف وعماد عبد السلام رؤوف ، دار التراث العربي ،بيروت،1999، مادة أبي حنيفة .
↑ أصول التاريخ والادب ، مصطفى جواد ، مخطوطة لدى جواد مصطفى جواد ببغداد ، ج21 ، 451 .
↑ جاء في "المغني": هو أبو إسماعيل، كوفي يُعدّ تابعيًا سمع أنسًا والنخعي وكان أعلمهم برأي النخعي، روى عنه أبو حنيفة ألفي حديث من أحاديث الأحكام، وأكثر من ثلث أحاديث الإمام في مسنده الذي جمعه الحَصْكَفي، هي برواية الإمام عنه عن إبراهيم بن أبي موسى الأشعري، عن الأسود عن عائشة رضي الله عنهم.
↑ المعروف بربيعة الرأي،
↑ أحد الفقهاء السبعة،
↑ والد سفيان الثوري،
↑ ، يقول أبو يوسف المتوفى سنة (182هـ = 797م): "وكان يعولني وعيالي عشرين سنة، وإذا قلت له: ما رأيت أجود منك، يقول: كيف لو رأيت حماداً –يقصد شيخه- ما رأيت أجمع للخصال المحمودة منه".
↑ يعقوب بن إبراهيم الأنصاري المتوفي عام(183هـ/799م)،
↑ المتوفي في عام(189هـ/805م)،
↑ ، وهم الذين قعدوا القواعد وأصلوا الأصول في المذهب الحنفي.
↑ ، برواية حماد بن أبي حنيفة، ورواية أبي مطيع البلخي.
↑ ، برواية أبي مقاتل السمرقندي


↑ ، برواية أبي يوسف