هو الإمام المجتهد العلامة المحدث قاضي القضاة ، أبو يوسف ، يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن حبيش بن سعد بن بُجَير بن معاوية الأنصاري الكوفي . وسعد بن بجير له صحبة ، وهو سعد ابن حبْتَة ، وهي أمه ، وهو بجلي من حلفاء الأنصار ، شهد الخندق وغيرها . مولد أبي يوسف في سنة ثلاث عشرة ومائة(1).
مولده
في مدينة الكوفة ولد أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري سنة 113هـ.
شيوخه
محمد بن أبي ليلى، في أحكام القضاء.
الإمام أبو حنيفة، في الفقه والحديث.
و كان يختلف إلى ابن أبي ليلى ويهوى الجلوس عند أبي حنيفة، ويمنعه الحياء من ترك مجلس شيخه، ثم وقع بينهما سبب ثقل على شيخه، فاغتنم ذلك أبو يوسف فاحتبس إلى أبي حنيفة. ومنهم:
سفيان الثوري.
عبد الله وعبيد الله ابنا عمر.
الأعمش سليمان بن مهران.
عطاء بن السائب.
الليث بن سعد.
عاصم بن أبي النجود.
عاصم الأحول.
محمد بن إسحاق.
مسعر بن كدام.
الأحوص بن حكيم.
إسماعيل بن علية.
نافع مولى عمر.
تلامذته
محمد بن الحسن الشيباني
أسد بن الفرات مدون مذهب مالك قبل سحنون.
عمرو بن محمد الناقد
بشر بن الوليد.
محمد بن سماعة التميمي
يحيى بن معين.
علي بن المديني.
وكيع بن الجراح.
يوسف القاضي ابنه راوي (كتاب الآثار) عن أبيه.
أحمد بن حنبل.
روى عنه بشر بن الوليد، وابن سَمَاعة، ويحيى بن معين، وعلي بن الجعد، وأحمد بن حنبل، وعمرو الناقد، وأحمد بن منيع، وعلي بن مسلم الطوسي, والحسن بن أبي مالك، وهلال الرأي، وابراهيم بن الجراح وغيرهم. وأجل أصحابه محمد بن الحسن
ملازمته لأبي حنيفة
ولصحبته لأبي حنيفة قصة يرويها لنا أبو يوسف فيقول: كنت أطلب الحديث والفقه عند أبي حنيفة، وأنا مقل (يعني قليل المال) رث الحال والهيئة، فجاءني أبي يومًا فانصرفت معه، فقال لي: يا بني، لا تمد رجلك مع أبي حنيفة (أي لا تذهب إليه) فإن أبا حنيفة خبزه مشوي (يقصد أنه غني وقادر على أن يعيش عيشة كريمة) وأنت تحتاج إلى معاش (عمل حتى تنفق على نفسك ولا تنقطع للعلم)، فقصرت عن كثير من الطلب (أي طلب العلم) وآثرت طاعة أبي، فتفقدني أبو حنيفة وسأل عني، فلما كان أول يوم أتيته بعد تأخرى عنه؛ فقال لي: ما شغلك عنا ؟ قلت: الشغل بالناس وطاعة والدي، وجلست حتى انصرف الناس، ثم دفع لي صرة وقال: استمتع بها. فنظرت فإذا فيها مائة درهم وقال: الزم الحلقة وإذا أفرغت هذه (إذا أنفقتها) فأعلمني، فلزمت الحلقة، فلما قضيت مدة يسيرة، دفع إليَّ مائة أخرى، ثم كان يتعهدني (يرعاني) وما أعلمته بقلة قط، ولا أخبرته بنفاد شيء، وكأنه يخبر بنفادها وظل كذلك حتى استغنيت. ولم يكن لأبي حنيفة تلميذ في نجابة أبي يوسف وذكائه، فقد استمر في تلقي العلم حتى حفظ التفسير والحديث والمغازي وأيام العرب، وسار أبو يوسف على نهج أستاذه أبي حنيفة في الفقه، إلا أنه كانت له اجتهادات خاصة به، وألف كتبًا كثيرة أشهرها كتاب الخراج وهو رسالة في إدارة المال العام والقضاء، وقد قربه الخليفة هارون الرشيد إليه، وولاه القضاء، ومنحه لقب قاضي القضاة، وكان يستشيره في أمور الدين والدنيا.
ثناء العلماء عليه
قال يحيى بن معين: ما رأيت في أصحاب الرأي أثبت في الحديث، ولا أحفط ولا أصح روايةً من أبي يوسف قال عبد الله بن داود الخُريبي: كان أبو يوسف قد اطلع على الفقه أو العلم اطلاعاً، يتناوله كيف يشاء قال عمرو بن محمد الناقد: ما أحب أن أوري عن أحد من أصحاب الرأي إلا عن أبي يوسف، فإنه كان صاحب سنة قال يحيى بن معين: كان أبو يوسف يحب أهل الحديث، ويميل إليهم
وفاته
وفي عام 182هـ مات أبو يوسف وهو يقول: اللهم إنك تعلم أنني لم أجر في حكم حكمت فيه بين اثنين من عبادك تعمدًا، وقد اجتهدت في الحكم بما وافق كتابك وسنة نبيك ، وكلما أشكل عليَّ أمر جعلت أبا حنيفة بيني وبينك. قال بشر بن الوليد: توفي أبو يوسف—يوم الخميس لخمسِ خلون من ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين ومئة. ومات الفقيه أبو يوسف، فحزن عليه الناس جميعًا؛ وقال صديقه أبو يعقوب الحريمي: (اليوم مات الفقيه).. فرحم الله أبا يوسف وأسكنه فسيح جناته
ودفن في مقابر قريش شمال بغداد في مدينة الكاظمية حالياً قرب قبري الإمام موسى الكاظم وابنه الإمام محمد الجواد رحمها الله .
أشهر مؤلفاته
كان أبو يوسف أول من ألف الكتب في مذهب أبو حنيفة ، وله عدة مصنفات لم يصلنا منها سوى :
الآثار: في أدلة الفقه روى جلها عن أبي حنيفة
الخراج.وهو رسالته إلى هارون الرشيد في أحكام الأموال
الرد على سير الأوزاعي.
اختلاف أبي حنيفه وابن أبي ليلى
المراجع
مناقب الإمام أبي حنيفة وصاحبيه أبي يوسف ومحمد بن الحسن. للإمام الذهبي
التشريع الإسلامي - محمود محمد حسن - أستاذ ورئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق - جامعة المنصورة .
الهوامش
No comments:
Post a Comment