Thursday, October 3, 2013

الإمام أبو حنيفة

أجمع الفقهاء على توثيق أبي حنيفة في الفقه واجتهاده المستقل وقال الشافعي: «ما رأيت أفقه من أبي حنيفة»، وقال: «الناس عيال على أبي حنيفة في الفقه»، وقالوا: «الإمامة في الفقه ودقائقه مسلمة إلى هذا الإمام وهذا أمر لا شك فيه وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل»


أقدم صورة لمسجد الإمام أبي حنيفة
أخذ العلم عن مشايخ كثر أوصلهم البعض إلى أربعة آلاف، ولكن اشتهر تخرجه رضي الله عنه في الفقه على شيخه حماد بن أبي سليمان الكوفي حيث إن شيخه حماد اشتهر تخرجه في الفقه على إبراهيم النخعي، والنخعي واشتهر تخرجه في الفقه على علقمة، واشتهر تخرج علقمة على أربعة من مجتهدي الصحابة وهم: عمر بن الخطاب و علي بن أبي طالب و عبد الله بن مسعود و ابن عباس.

لَقَد زانَ البِلادَ وَمَن عَلَيها  إِمامُ المُسلِمينَ أَبو حَنيفَه
بِأَحكامٍ وَآثارٍ وَفِقهٍ  كَآياتِ الزَبورِ عَلى الصَحيفَه
فَما بِالمَشرِقَينِ لَهُ نَظيرٌ  وَلا بِالمَغرِبَينِ وَلا بِكوفَه
فَرَحمَةُ رَبِّنا أَبَداً عَلَيهِ  مَدى الأَيّامِ ما قُرِأَت صَحيفَه
اسمه ونسبه
أبو حنيفة أو أبو حنيفة النعمان أو نعمان بن ثابت بن نعمان بن زوطا بن مرزبان المولود سنة (80هـ_699م) بـالكوفة، (١)

النشأة
نشأ الإمام بالكوفة؛ والتي كانت آنذاك حاضرة من حواضر العلم، تموج بحلقات الفقه والحديث والقراءات واللغة والعلوم، وتمتلئ مساجدها بشيوخ العلم وأئمته، وفي هذه المدينة قضى النعمان معظم حياته متعلماً وعالماً، وتردد في صباه الباكر بعد أن حفظ القرآن على هذه الحلقات، لكنه كان منصرفاً إلى مهنة التجارة مع أبيه، فلما رآه عامر الشعبي الفقيه الكبير ولمح ما فيه من مخايل الذكاء ورجاحة العقل أوصاه بمجالسة العلماء والنظر في العلم؛ فقال له : «عليك بالنظر في العلم..و مجالسة العلماء»..فإنني أرى فيك يقظة وحركة. فاستجاب لرغبته وانصرف بهمته إلى حلقات الدرس، فروى الحديث ودرس اللغة والأدب، وكان من كثرة اهتمامهِ بأن لا يضيع عنه ما يتلقاه من العلم يقضي الوقت في الطواف على المجالس حاملاً أوراقه وقلمه، واتجه إلى دراسة علم الكلام حتى برع فيه ومكّنه ذلك من مجادلة أصحاب الفرق المختلفة ومحاجّاتهم في بعض مسائل العقيدة، ثم انصرف إلى الفقه ولزم دروس الفقه عند حماد بن أبي سليمان. اشتهر بورعه، وكان تاجراً مشهوراً بالصدقِ والأمانة والوفاء. في الكوفة إحدى مدن العراق الكبرى ولد الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت وسماه أبوه النعمان تيمنا بالملك النعمان بن المنذر الملقب بأبو قابوس من ملوك المناذرة العرب في العراق، وحين انعم الله على جده المرزبان بالإسلام دخل في بني تيم الله بن ثعلبة كحليف لهم، وهو من الانباط سكان العراق قبل الاسلام وهم العرب القدماء (٢) (٣) وتأثر بما سمع من الأمام علي رضي الله عنه! وكان معه, ومن أتباعه! وورث أبو حنيفة عن أبيه وجده حبا لآل البيت صادف قلبا خاليا فتمكن منه! وكان له أستاذه الإمام جعفر الصادق أسوة حسنه .

سند الإمام أبي حنيفة

مسند الإمام أبي حنيفة في الحديث الشريف
حكى أبو حنيفة أنه: «دخل على أبي جعفر أمير المؤمنين فقال لي يا أبا حنيفة عمن أخذت العلم قال قلت عن حماد عن إبراهيم عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس قال فقال أبو جعفر: بخ بخ استوثقت ما شئت يا أبا حنيفة الطيبين الطاهرين المباركين» وجاء عن أهل الكوفة قولهم: «ما رأينا رجلا قط اشبه هديا بعلقمة من النخعي ولا رأينا رجلا اشبه هديا بابن مسعود من علقمة ولا كان رجل اشبه هديا برسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن مسعود» وجاء أن أبا حنيفة قال: «لقد لزمت حماد لزوما ما أعلم أن أحدا لزم أحدا مثلما لزمته وكنت أكثر السؤال فربما تبرم وقال: قد انتفخ جنبي وضاق صدري» وأخذ أبو حنيفة على عطاء بن أبي رباح في الفقه وغيره، قال أبو حنيفة: «ما رأيت أفقه من حماد بن أبي سليمان وما رأيت أجمع لجميع العلوم من عطاء بن أبي رباح» وكذا أخذ عن الشعبي وعمرو بن دينار وهشام وكثيرين. قال المكي : «يقدر مشايخه بأربعة ألآف شخص»

شيوخه
بلغ شيوخ أبي حنيفة رحمه الله تعالى عددا كبيرا؛ ومن أبرزهم:

حماد بن أبي سليمان (٤)
إبراهيم بن محمد المنتشر الكوفي
إبراهيم بن يزيد النخعي الكوفي
أيوب السختياني البصري
الحارث بن عبد الرحمن الهمذاني الكوفي
ربيعة بن عبد الرحمن المدني(٥)
سالم بن عبد الله(٦)
سعيد بن مسروق(٧)
سليمان بن يسار الهلالي المدني
عاصم بن كليب بن شهاب الكوفي
رئاسة حلقة الفقه
وبعد موت شيخه حماد بن أبي سليمان آلت رياسة حلقة الفقه إلى أبي حنيفة، وهو في الأربعين من عمره، والتفّ حوله تلاميذه ينهلون من علمه وفقهه، وكانت له طريقة مبتكرة في حل المسائل والقضايا التي كانت تُطرح في حلقته؛ فلم يكن يعمد هو إلى حلها مباشرة، وإنما كان يطرحها على تلاميذه، ليدلي كل منهم برأيه، ويعضّد ما يقول بدليل، ثم يعقّب هو على رأيهم، ويصوّب ما يراه صائبا، حتى تُقتل القضية بحثاً، ويجتمع أبو حنيفة وتلاميذه على رأي واحد يقررونه جميعا.وكان أبو حنيفة يتعهد تلاميذه بالرعاية، وينفق على بعضهم من ماله، مثلما فعل مع تلميذه أبي يوسف حين تكفّله بالعيش لما رأى ضرورات الحياة تصرفه عن طلب العلم، وأمده بماله حتى يفرغ تماما للدراسة.(٨) وكان مع اشتغاله يعمل بالتجارة، حيث كان له محل في الكوفة لبيع الخزّ (الحرير)، يقوم عليه شريك له، فأعانه ذلك على الاستمرار في خدمة العلم، والتفرغ للفقه.

أصول مذهبه
نشأ مذهب أبي حنيفة في الكوفة مهد مدرسة الرأي، وتكونت أصول المذهب على يديه، وأجملها هو في قوله: "إني آخذ بكتاب الله إذا وجدته، فما لم أجده فيه أخذت بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا لم أجد فيها أخذت بقول أصحابه من شئت، وادع قول من شئت، ثم لا أخرج من قولهم إلى قول غيرهم، فإذا انتهى الأمر إلى إبراهيم، والشعبي والحسن وابن سيرين وسعيد بن المسيب فلي أن أجتهد كما اجتهدوا".

تلاميذ أبي حنيفة
لقد قضى الإمام أبو حنيفة عمرهُ في التعليم والتدريس ولقد تخرج عليه الكثير ومن هؤلاء:

أبو يوسف (٩)
محمد بن الحسن الشيباني(١٠)
زفر بن الهذيل(١١)
الحسن بن زياد
حماد ابن ابي حنيفة
إبراهيم بن طهمان
حمزة بن حبيب الزيات
أبو يحيى الحماني
عيسى بن يونس
وكيع
يزيد بن زريع
أسد بن عمرو البجلي
حكام بن يعلى بن سلم الرازي
خارجن بن مصعب
عبد الحميد ابن أبي داود
علي بن مسهر
محمد بن بشر العبدي
مصعب بن مقدام
يحيى بن يمان
ابو عصمة نوح بن أبي مريم
أبو عبد الرحمن المقريء
أبو نعيم وأبو عاصم
وغيرهم كثير.

تدوين المذهب
وصلت إلينا كتب محمد بن الحسن الشيباني كاملة، وكان منها ما أطلق عليه العلماء كتب ظاهر الرواية، وهي كتب المبسوط والزيادات، والجامع الكبير والجامع الصغير، والسير الكبير والسير الصغير، وسميت بكتب ظاهر الرواية؛ لأنها رويت عن الثقات من تلاميذه، فهي ثابتة عنه إما بالتواتر أو بالشهرة. وقد جمع أبو الفضل المروزي المعروف بالحاكم الشهيد المتوفى سنة (344هـ/955م) كتب ظاهر الرواية بعد حذف المكرر منها في كتاب أطلق عليه "الكافي"، ثم قام بشرحه شمس الأئمة السرخسي المتوفى سنة (483هـ/1090م) في كتابه "المبسوط"، وهو مطبوع في ثلاثين جزءاً، ويعد من أهم كتب الحنفية الناقلة لأقوال أئمة المذهب، بما يضمه من أصول المسائل وأدلتها وأوجه القياس فيها.

انتشار المذهب
انتشر مذهب أبي حنيفة في البلاد منذ أن مكّن له أبو يوسف بعد تولّيه منصب قاضي القضاة في الدولة العباسية، وكان المذهب الرسمي لها، كما كان مذهب السلاجقة و الدولة الغزنوية ثم الدولة العثمانية، وهو الآن شائع في أكثر البقاع الإسلامية، ويتركز وجوده في مصر والشام والعراق وأفغانستان وباكستان والهند والصين وتركيا والسعودية.

أخلاقه
احترامه وتقديره
فقد ورد عن ابن سماعة، أنه قال: سمعت أبا حنيفة يقول: ما صليت صلاة مُذ مات حماد إلا استغفرت له مع والدي، وإني لأستغفر لمن تعلمت منه علماً، أو علمته علما.

سخاؤه
ويتمثل في إنفاقه على الطلاب والمحتاجين وحسن تعامله معهم، وتعاهدهم مما غرس محبته في قلوبهم حتى نشروا أقواله وفقهه، ولك أن تتخيل ملايين الدعوات له بالرحمة عند ذكره في دروس العلم في كل أرض. ومن عجائب ما ورد عنه أنه كان يبعث بالبضائع إلى بغداد، يشتري بها الأمتعة، ويحملها إلى الكوفة، ويجمع الأرباح عنده من سنة إلى سنة، فيشتري بها حوائج الأشياخ المحدثين وأقواتهم، وكسوتهم، وجميع حوائجهم، ثم يدفع باقي الدنانير من الأرباح إليهم، فيقول: أنفقوا في حوائجكم، ولا تحمدوا إلا الله؛ فإني ما أعطيتكم من مالي شيئا، ولكن من فضل الله عليَّ فيكم، وهذه أرباح بضاعتكم؛ فإنه هو والله مما يجريه الله لكم على يدي فما في رزق الله حول لغيره.

سؤاله عن أحوال أصحابه
وحدث حجر بن عبد الجبار، قال: ما أرى الناس أكرم مجالسة من أبي حنيفة، ولا أكثر إكراماً لأصحابه. وقال حفص بن حمزة القرشي: كان الإمام أبو حنيفة ربما مر به الرجل فيجلس إليه لغير قصد ولا مجالسة، فإذا قام سأل عنه، فإن كانت به فاقة وصله، وإن مرض عاده.

حرصه على هيبة العلم
في مجالسه؛ فقد ورد عن شريك قال كان أبو حنيفة طويل الصمت كثير العقل.

الاهتمام بالمظهر والهيئة
بما يضفي عليه المهابة، فقد جاء عن حماد بن أبي حنيفة أنه قال: كان أبي جميلاً تعلوه سمرة حسن الهيئة، كثير التعطر هيوباً لا يتكلم إلا جواباً ولا يخوض فيما لا يعنيه. وعن عبد الله ابن المبارك قال: ما رأيت رجلا أوقر في مجلسه ولا أحسن سمتاً وحلماً من أبي حنيفة.

(عدل)كثرة عبادته وتنسكه
فقد قال أبو عاصم النبيل كان أبو حنيفة يسمى الوتد لكثرة صلاته، وأشتهر عنه أنه كان يحيى الليل صلاة ودعاء وتضرعاً. وذكروا أن أبا حنيفة صلى العشاء والصبح بوضوء أربعين سنة. وروى بشر بن الوليد عن القاضي أبي يوسف قال بينما أنا أمشي مع أبي حنيفة إذ سمعت رجلاً يقول لآخر هذا أبو حنيفة لا ينام الليل فقال أبو حنفية والله لا يتحدث عني بما لم أفعل فكان يحيى الليل صلاة وتضرعا ودعاء، ومثل هذه الروايات عن الأئمة موجودة بكثرة، والتشكيك في ثبوتها له وجه، لاشتهار النهي عن إحياء الليل كله، وأبو حنيفة قد ملأ نهاره بالتعليم مع معالجة تجارته، فيبعد أن يواصل الليل كله. ولكن عبادة أبي حنيفة وطول قراءته أمر لا ينكر، بل هو مشهور عنه، فقد روي من وجهين أن أبا حنيفة قرأ القرآن كلهُ في ركعة.

خوفه من الله
فقد روى لنا القاسم بن معن أن أبا حنيفة قام ليلة يردد قول الله في القرآن: (بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ) سورة القمر، آية 46، ويبكي ويتضرع إلى الفجر.

ورعه
وخصوصا في الأمور المالية، فقد جاء عنه أنه كان شريكاً لحفص بن عبد الرحمن، وكان أبو حنيفة يُجهز إليه الأمتعة، وهو يبيع، فبعث إليه في رقعة بمتاع، وأعلمه أن في ثوب كذا وكذا عيباً، فإذا بعته، فبين. فباع حفص المتاع، ونسى أن يبين، ولم يعلم ممن باعه، فلما علم أبو حنيفة تصدق بثمن المتاع كله. تربيته لنفسه على الفضائل كالصدقة، فقد ورد عن المثنى بن رجاء أنه قال جعل أبو حنيفة على نفسه إن حلف بالله صادقا أن يتصدق بدينار وكان إذا أنفق على عياله نفقة تصدق بمثلها.

حلمه وصبره
لأن من تصدى للناس لا بد وأن يأتيه بعض الأذى من جاهل أو مغرر به، ومن عجيب قصصه ما حكاه الخريبي قال: كنا عند أبي حنيفة فقال رجل: إني وضعت كتابا على خطك إلى فلان فوهب لي أربعة آلاف درهم، فقال أبو حنيفة إن كنتم تنتفعون بهذا فافعلوه. وقد شهد بحلمه من رآه، قال يزيد بن هارون ما رأيت أحدا أحلم من أبي حنيفة، وكان ينظر بإيجابية إلى المواقف التي ظاهرها السوء، فقد قال رجل لأبي حنيفة (أتق الله)، فأنتفض وأصفر وأطرق وقال: (جزاك الله خيرا ما أحوج الناس كل وقت إلى من يقول لهم مثل هذا)، وجاء إليه رجل، فقال: «يا أبا حنيفة، قد أحتجت إلى ثوب خز»، فقال: ما لونه؟ قال: كذا، وكذا، فقال له: أصبر حتى يقع، وآخذه لك، _إن شاء الله_، فما دارت الجمعة حتى وقع، فمر به الرجل، فقال: قد وقعت حاجتك، وأخرج إليه الثوب، فأعجبه، فقال: يا أبا حنيفة، كم ثمنه؟ قال: درهماً، فقال الرجل: يا أبا حنيفة ما كنت أظنك تهزأ، قال: ما هزأت، إني اشتريت ثوبين بعشرين ديناراً ودرهم، وإني بعت أحدهما بعشرين ديناراً، وبقي هذا بدرهم، وما كنت لأربح على صديق.

الجدية والاستمرار
فقد وضع نصب عينيه أن ينفع الأمة في الفقه والاستنباط، وأن يصنع رجالا قادرين على حمل تلك الملكة.

(عدل)ترك الغيبة والخوض في الناس
فعن ابن المبارك: قلت لسفيان الثوري، يا أبا عبد الله، ما أبعد أبا حنيفة من الغيبة، وما سمعته يغتاب عدوا له قط. قال: هو والله أعقل من أن يسلط على حسناته ما يذهب بها. بل بلغ من طهارة قلبه على المسلمين شيئا عجيبا، ففي تأريخ بغداد عن سهل بن مزاحم قال سمعت أبا حنيفة يقول: "فبشر عباد الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ " قال: كان أبو حنيفة يكثر من قول: «اللهم من ضاق بنا صدره فإن قلوبنا قد اتسعت له».

(عدل)حرصه على بناء شخصيات فقهية تحمل عنه علمه
وقد نجح أيما نجاح. ومن طريف قصصه مع تلاميذه التي تبين لنا حرصه على تربيتهم على التواضع في التعلم وعدم العجلة، كما في (شذرات الذهب): لما جلس أبو يوسف للتدريس من غير إعلام أبي حنيفة أرسل إليه أبو حنيفة رجلا فسأله عن خمس مسائل وقال له: إن أجابك بكذا فقل له: أخطأت، وإن أجابك بضده فقل له: أخطأت فعلم أبو يوسف تقصيره فعاد إلى أبي حنيفة فقال: "تزبيت قبل أن تحصرم". أي بمعنى:(تصدرت للفتيا قبل أن تستعد لها فجعلت نفسك زبيبا وأنت لازلت حصرما).

تصحيحه لمفاهيم مخالفيه بالحوار الهادئ
قد كان التعليم بالحوار سمة بارزة لأبي حنيفة، وبه يقنع الخصوم والمخالفين، وروى أيضا عن عبد الرزاق قال: شهدت أبا حنيفة في مسجد الخيف فسأله رجل عن شيء فأجابه فقال رجل: إن الحسن يقول كذا وكذا قال أبو حنيفة أخطأ الحسن قال: فجاء رجل مغطى الوجه قد عصب على وجهه فقال: أنت تقول أخطأ الحسن ثم سبه بأمه ثم مضى فما تغير وجهه ولا تلون ثم قال: إي والله أخطأ الحسن وأصاب بن مسعود.

عدم اعتقاده أنه يملك الحقيقة المطلقة
فقد جاء في ترجمته في تأريخ بغداد عن الحسن بن زياد اللؤلؤي يقول: سمعت أبا حنيفة يقول قولنا هذا رأي، وهو أحسن ما قدرنا عليه فمن جاءنا بأحسن من قولنا فهو أولى بالصواب منا.

مؤلفاته
لم يؤثر عن أبي حنيفة أنه كتب كتاباً في الفقه يجمع آراءه وفتاواه، وهذا لا ينفي أنه كان يملي ذلك على تلاميذه، ثم يراجعه بعد إتمام كتابته، ليقر منه ما يراه صالحاً أو يحذف ما دون ذلك، أو يغيّر ما يحتاج إلى تغيير، ولكن مذهبه بقي وانتشر ولم يندثر كما أندثرت ذاهب كثيرة لفقهاء سبقوه أو عاصروه، وذلك بفضل تلاميذه الموهوبين الذين دونوا المذهب وحفظوا كثيرا من آراء إمامهم بأقواله، ومما أثر عنه:

الفقه الأكبر(١٢)
العالم والمتعلم(١٣)
رسالة الإمام أبي حنيفة إلى عثمان البتي
الوصية(١٤)
وفاته
توفي أبو حنيفة في بغداد في (11 من جمادى الأولى 150هـالموافق 14 من يونيو 767م) ويقع قبره في مدينة بغداد بمنطقة الأعظمية في مقبرة الخيزران على الجانب الشرقي من نهر دجلة.

[عدل] المصادر
الفهرست لابن النديم
الفرق بين الفرق
العلو للذهبي
الفوائد البهية لللكنوي
اتحاف السادة المتقين للزبيدي
كشف الظنون لحاجي خليفة
أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة
الجواهر المضيئة في طبقات الحنفية[١]
أبو حنيفة حياته وعصره [٢]
أبو حنيفة بطل الحرية والتسامح في الإسلام[٣]
أبو حنيفة النعمان إمام الأئمة[٤]
أعيان الزمان وجيران النعمان في مقبرة الخيزران [٥]
عروبة الأمام أبي حنيفة النعمان [٦]
التاريخ الاسلامي في العصور الوسطى[٧]
أبو حنيفة النعمان إمام الأئمة الفقهاء.[٨]
البداية والنهاية للحافظ ابن كثير
تذكرة الحفاظ للذهبي
سير أعلام النبلاء للذهبي
اعتقاد الأئمة الأربعة للدكتور عبد الرحمن الخميس

(عدل)الهوامش
↑ هناك خلاف في تحديد منحدره الاسري ولكن الدراسات التاريخية الاكاديمية ، تؤكد : كونه عربي الاصل من عرب الانباط من بني يحيى بن زيد بن أسد ،ذكر ذلك عدد من المؤرخين ، الخطيب البغدادي والكردري والبزازي من القدماء ومن المحدثين ، مؤرخ العراق الدكتور مصطفى جواد وحسين علي محفوظ والدكتور ناجي معروف حيث قال (ان الامام أبو حنيفة من اعلام العراق تعود أصوله إلى عرب العراق الذين استوطنوا قبل الإسلام الدكتور ناجي معروف- عروبة الامام الاعظم-ص543، الدكتور حسان حلاق-تاريخ الشعوب الاسلامية-دار النهضة العربية-بيروت-2000-ص162 ، مصطفى جواد ، أصول التاريخ والادب ، مج 23 ، ص235 .
↑ تاريخ بغداد ، الخطيب البغدادي ، تحقيق : بشار عواد معروف وعماد عبد السلام رؤوف ، دار التراث العربي ،بيروت،1999، مادة أبي حنيفة .
↑ أصول التاريخ والادب ، مصطفى جواد ، مخطوطة لدى جواد مصطفى جواد ببغداد ، ج21 ، 451 .
↑ جاء في "المغني": هو أبو إسماعيل، كوفي يُعدّ تابعيًا سمع أنسًا والنخعي وكان أعلمهم برأي النخعي، روى عنه أبو حنيفة ألفي حديث من أحاديث الأحكام، وأكثر من ثلث أحاديث الإمام في مسنده الذي جمعه الحَصْكَفي، هي برواية الإمام عنه عن إبراهيم بن أبي موسى الأشعري، عن الأسود عن عائشة رضي الله عنهم.
↑ المعروف بربيعة الرأي،
↑ أحد الفقهاء السبعة،
↑ والد سفيان الثوري،
↑ ، يقول أبو يوسف المتوفى سنة (182هـ = 797م): "وكان يعولني وعيالي عشرين سنة، وإذا قلت له: ما رأيت أجود منك، يقول: كيف لو رأيت حماداً –يقصد شيخه- ما رأيت أجمع للخصال المحمودة منه".
↑ يعقوب بن إبراهيم الأنصاري المتوفي عام(183هـ/799م)،
↑ المتوفي في عام(189هـ/805م)،
↑ ، وهم الذين قعدوا القواعد وأصلوا الأصول في المذهب الحنفي.
↑ ، برواية حماد بن أبي حنيفة، ورواية أبي مطيع البلخي.
↑ ، برواية أبي مقاتل السمرقندي


↑ ، برواية أبي يوسف

No comments:

Post a Comment