الاعتماد والإرسال لليدين حالة القيام في الصلاة

صورة المسألة

بعد استقبال المصلي القبلة والنية يرفع يديه ويكبر تكبيرة الإحرام ثم يعتمد بيده اليمنى على اليسرى تحت السرة^([1]).

مصطلحات:

الاعتماد: وضع اليمنى على اليسرى حالة القيام في الصلاة. وقال بعضهم: الاعتماد وضع اليدين على الأرض والاعتماد عليهما حالة القيام بعد الرفع من السجود والتعريف السابق هو القبض.

الإرسال: إطلاق اليدين حالة القيام في الصلاة. وكذلك السدل^([2]).

محل الخلاف.

محل الخلاف في مسألتين:

الأولى: الإرسال أو الاعتماد حالة القيام؛ فذهب المالكية للأول في الفريضة. وأبو حنيفة والشافعي للثاني مطلقا في النافلة والفريضة.

الثانية: مكان الاعتماد؛ هل يعتمد تحت الصدر وفوق السرة، أم تحت السرة؟!! ذهب مالك في النافلة والشافعي مطلقا إلى الأول. وذهب أبو حنيفة للثاني^([3]).

الأدلة:

دار الخلاف بين الإمام مالك في اعتماد اليدين في الفريضة مع أبي حنيفة والشافعي؛ فعنده: يندب في القيام إرسال اليدين إلى الجنبين بوقار وعندهما الاعتماد. ثم خلاف بين الإمام مالك في صلاة النافلة والشافعي في الصلاة مطلقا مع أبي حنيفة في مكان الاعتماد؛ فعندهما يسن وضع اليدين تحت الصدر وفوق السرة. وذهب أبو حنيفة إلى أن مكان وضع اليدين تحت السرة. وكل له أدلة يعتمد عليها ومنها:

أدلة الإرسال:

[1]حديث الطبراني في الكبير: عن معاذ بن جبل قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان في صلاته رفع يديه قبالة أذنيه، فإذا كبر أرسلهما..^([4])».

[2]حديث أبي حميد الساعدي «إذا قام إلى الصلاة يرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، ثم يكبر حتى يقر كل عظم في موضعه..^([5])».

[3]حديث المسيء صلاته ^([6]).

توجيه الأدلة:

قوله -صلى الله عليه وسلم -في الحديث الأول: "أرسلهما" وفي الحديث الثاني: "يقر كل عظم في موضعه" يعلم منه الإرسال والإسدال حالة القيام.

وفي الحديث الثالث: النبي صلى الله عليه وسلم علمه الصلاة ولم يذكر وضع اليمنى على اليسرى.

[4]الإرسال أشق على البدن، والوضع للاستراحة دل عليه ما روي عن إبراهيم النخعي أنه قال: إنهم كانوا يفعلون ذلك مخافة اجتماع الدم في رءوس الأصابع؛ لأنهم كانوا يطيلون الصلاة وأفضل الأعمال أحمزها على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم^([7]).

أدلة الاعتماد:

[[1]]. حديث سهل بن سعد قال: «كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه في الصلاة^([8])».
[2].حديث وائل بن حجر أنه: «رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يديه حين دخل في الصلاة ثم التحف بثوبه ثم وضع يده اليمنى على اليسرى^([9])».

[3].حديث ابن مسعود: «أنه كان يصلي فوضع يده اليسرى على اليمنى فرآه النبي -صلى الله عليه وسلم -فوضع يده اليمنى على اليسرى^([10])».

[4].حديث هلب الطائي قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَؤُمنا فيأخذ شماله بيمينه ^([11])».

[5].حديث ابن الزبير قال: «صف القدمين ووضع اليد على اليد من السنة^([12])».

[6].حديث عائشة قالت: «ثلاثة من النبوة تعجيل الإفطار وتأخير السحور ووضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة^([13])».

توجيه الأدلة: هذه النصوص الشريفة النبوية عبارات صريحة في الاعتماد.

[7].إن وضع اليد على اليد أسلم له من العبث وأحسن في التواضع والتضرع والتذلل^([14]).

أدلة وضع اليدين تحت الصدر وفوق السرة عند الاعتماد:

حديث وائل بن حجر قال " صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع يده اليمنى على يده اليسرى على صدره^([15])".

أدلة وضع اليدين تحت السرة عند الاعتماد:

قوله عليه الصلاة والسلام: «إن من السنة وضع اليمين على الشمال تحت السرة^([16])».

---

[1]. المبسوط للسرخسي(1/ 23)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع(1/ 201)، الهداية في شرح بداية المبتدي(1/ 49)، البناية شرح الهداية(2/ 180). 

[2]. مختصر خليل(ص: 33).

[3]. المبسوط للسرخسي(1/ 23)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع(1/ 201)، الهداية في شرح بداية المبتدي(1/ 49)، البناية شرح الهداية(2/ 180).

مختصر خليل(ص: 33)، بداية المجتهد ونهاية المقتصد(1/ 146)، الذخيرة للقرافي(2/ 229).

المجموع شرح المهذب(3/ 313)، كفاية الأخيار في حل غاية الاختصار(ص: 113)، حاشية البجيرمي على الخطيب = تحفة الحبيب على شرح الخطيب(2/ 58).

[4]. المعجم الكبير للطبراني(20/ 74).

[5]. سنن أبي داود(1/ 194).

[6] . أخرجه البخاري (2 / 237 - الفتح ط السلفية) ومسلم (1 / 298 - ط الحلبي).

[7]. المبسوط للسرخسي(1/ 23)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع(1/ 201)، الهداية في شرح بداية المبتدي(1/ 49)، البناية شرح الهداية(2/ 180).

مختصر خليل(ص: 33)، بداية المجتهد ونهاية المقتصد(1/ 146)، الذخيرة للقرافي(2/ 229).

المجموع شرح المهذب(3/ 313)، كفاية الأخيار في حل غاية الاختصار(ص: 113)، حاشية البجيرمي على الخطيب = تحفة الحبيب على شرح الخطيب(2/ 58).

[8]. قال أبو حازم لا أعلمه إلا ينمي ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم رواه البخاري وهذه العبارة صريحة في الرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ينظر: خلاصة الأحكام(1/ 356)، المجموع شرح المهذب(3/ 313).

[9].  رواه مسلم بهذا اللفظ. وعنه أيضا قال "قلت لأنظرن إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصلي فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقبل القبلة فكبر فرفع يده حتى حاذى أذنيه ثم وضع يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرسغ والساعد" رواه أبو داود بإسناد صحيح وهكذا هو في رواية أبي داود والبيهقي وغيرهما. ينظر: خلاصة الأحكام(1/ 356)، المجموع شرح المهذب(3/ 313).

[10]. رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط مسلم. ينظر: خلاصة الأحكام(1/ 357)، المجموع شرح المهذب(3/ 313).

[11]. رواه الترمذي وقال حديث حسن. ينظر: خلاصة الأحكام(1/ 357)، المجموع شرح المهذب(3/ 313).

[12]. رواه أبو داود باسناد حسن. ينظر: خلاصة الأحكام(1/ 358)، المجموع شرح المهذب(3/ 313).

[13]. رواه البيهقي وقال هذا صحيح. ينظر: المجموع شرح المهذب(3/ 313).

[14]. المبسوط للسرخسي(1/ 23)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع(1/ 201)، الهداية في شرح بداية المبتدي(1/ 49)، البناية شرح الهداية(2/ 180).

مختصر خليل(ص: 33)، بداية المجتهد ونهاية المقتصد(1/ 146)، الذخيرة للقرافي(2/ 229).

المجموع شرح المهذب(3/ 313)، كفاية الأخيار في حل غاية الاختصار(ص: 113)، حاشية البجيرمي على الخطيب = تحفة الحبيب على شرح الخطيب(2/ 58).

[14]. حديث سهل بن سعد قال " كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه في الصلاة " قال أبو حازم لا أعلمه إلا ينمي ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم رواه البخاري وهذه العبارة صريحة في الرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ينظر: خلاصة الأحكام(1/ 356)، المجموع شرح المهذب(3/ 313).

[15]. رواه أبو بكر بن خزيمة في صحيحه المبسوط للسرخسي(1/ 23)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع(1/ 201)، الهداية في شرح بداية المبتدي(1/ 49)، البناية شرح الهداية(2/ 180).

مختصر خليل(ص: 33)، بداية المجتهد ونهاية المقتصد(1/ 146)، الذخيرة للقرافي(2/ 229).

المجموع شرح المهذب(3/ 313)، كفاية الأخيار في حل غاية الاختصار(ص: 113)، حاشية البجيرمي على الخطيب = تحفة الحبيب على شرح الخطيب(2/ 58).

[16]. رواه أبو داود في سننه4 من حديث عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي عن زياد بن زيد السوائي عن أبي جحيفة عن علي أنه قال: «السنة وضع الكف على الكف تحت السرة». ينظر: نصب الراية(1/ 313).